كما ينبغي للعبد أن يجاور الصالحين، ويخالطهم في حال حياته، ينبغي لأهله أن يدفنوه بين قوم صالحين بعد وفاته، فلعله إن لم يتيسر له التبرك بالصَّالحين في حال الحياة، أن تشمله بركاتهم بعد الوفاة.
وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أن ندفن موتانا وسط قوم صالحين؛ فإن الموتى يتأذون بالجار السُّوء، كما يتأذى به الأحياء (١).
وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إِذَا ماتَ لأَحَدِكُمُ الْمَيِّتُ فَأَحْسِنُوْا كَفَنَهُ، وَعَجِّلُوْا إِنْجازَ وَصِيَّتِهِ، وَأَعْمِقُوْا لَهُ فِيْ قَبْرِهِ، وَجَنِّبُوْهُ جارَ السُّوْءِ"، قيل: يا رسول الله! وهل ينفع الجار الصالح في الآخرة؟ قال:"هَلْ يَنْفَعُ فِيْ الدُّنْيَا؟ " قالوا: نعم قال: "كَذَلِكَ يَنْفَعُ فِيْ الآخِرَةِ". رواهما ابن عساكر.
وروي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ادْفِنُوْا مَوْتاكُمْ وَسْطَ قَوْمٍ صالِحِيْنَ؛ فَإِنَّ الْمَيِّتَ يَتَأَذَّىْ بِجارِ السُّوْءِ، كَمَا