للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصاحبك به الناس فصاحب به الناس (١).

وعن سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى قال: كان عيسى ويحيى عليهما السلام يأتيان القرية، فيسأل عيسى عليه السلام عن شرار أهلها، ويسأل يحيى عن خيار أهلها، فقال له: لِمَ تنزل على شرار الخلق؟ قال: إنما أنا طبيب أداوي المرضى (٢).

وروى ابن أبي الدنيا، والديلمي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللهَ أَمَرَنِيْ بِمُدَارَاةِ النَّاسِ كَمَا أَمَرَنِيْ بِإِقَامَةِ الفَرَائِضِ" (٣).

* تَنْبِيْهٌ:

المداراة والمخالقة يفرق بينهما وبين الرياء بأنه طلب محمدة الناس بفعل أو ترك، أو طلب شيء من الدنيا بالطاعة، وأما المداراة والمخالقة فإنها طلب صلاح الناس أو سلامته من شرورهم بحسن خطابهم أو بالتواضع معهم والتلطف بهم مع ملاحظة الورع فيما بينه وبين الله تعالى، وطمأنينة قلبه بذكر الله تعالى، والتعلق به في كل نفع ودفع.

ومن شرطهما أن لا يتجاوز إلى معصية الله تعالى في مداراتهم؛ إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.


(١) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ٨٦).
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) رواه الديلمي في "مسند الفردوس" (٦٥٩)، ورواه ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (٢/ ١٥) وقال: بشر بن عبيد منكر الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>