للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويمين، وينجو النبي عليه السلام والصالحون، ثم تتبعهم الأنبياء حتى يكون آخرهم نوح عليه السلام (١).

* تَنْبِيْهٌ:

ذهاب الصالحين قبل قيام الساعة فيه راحة لهم، وجنة لهم عما بين يدي الساعة من الأهوال، لكن فيه فوات خيرهم لمن يبقى بعدهم، ومن ثَمَّ كان يقول عبد الله بن غالب الحاني رحمه الله تعالى: اللهم إني أشكو إليك سفه أحلامنا، ونقص علمنا، واقتراب آجالنا، وذهاب الصالحين منا. أخرجه الإمام أحمد في "الزهد" عن مالك بن دينار، عنه (٢).

* تنبِيْهٌ آخَرُ:

لا يعارض ما سبق ما رواه الشيخان عن زينب بنت جحش رضي الله تعالى عنها قالت: استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نومه وهو محمرٌّ وجهه، وهو يقول: "لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؛ ويلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوْجَ وَمَأْجُوْجَ مِثْلُ هَذهِ" -وحلَّق بأصبعيه الإبهام، والتي تليها - قلت: يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ" (٣).

فإن هذا فيما يعرض للناس بسبب ذنوبهم، وسكوت الصالحين


(١) رواه الحاكم في "المستدرك" (٨٦٨٩).
(٢) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ٢٤٧).
(٣) رواه البخاري (٣١٦٨)، ومسلم (٢٨٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>