للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الإنكار عليهم من نحو طاعون، أو غلاء، ومجاعة، أو غرق، أو فتنة، وملحمة، فيكون البلاء رحمة للصالحين، وطهرة لهم، وليس ذلك في أهوال يوم القيامة؛ فإنها لا تقوم على من يقول: "الله، الله"، وإنما تقوم على شرار الخلق، كما ثبت في الأخبار الصحيحة الصريحة (١).

ومن ثَمَّ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قالت له عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله! إن الله إذا أنزل سطوته بأهل الأرض وفيهم الصالحون فيهلكون بهلاكهم، فقال: "يَا عَائِشَةُ! إِنَّ اللهَ إِذا أَنْزَلَ سَطْوَتَهُ بِأَهْلِ نِقْمَتِهِ وَفِيْهِمُ الصَّالِحُوْنَ فَيُصَابُوْنَ مَعَهُمْ، ثُمَّ يُبْعَثُوْنَ عَلَىْ نِيَّاتِهِمْ". رواه ابن حبان في "صحيحه" (٢).

وروى الطبراني، وأبو نعيم عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها: أنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِذَا ظَهَرَ السُّوْءُ فِي الأَرْضِ أَنْزَلَ اللهُ عز وجل بَأْسَهُ بِأَهْلِ الأَرْضِ"، قالت: قلت: يا رسول الله! وإن كان فيهم صالحون؟ قال: "نَعَمْ، وَإِنْ كانَ فِيْهِمْ صالِحُوْنَ؛ يُصِيْبُهُمْ ما أَصَابَ النَّاسَ، ثُمَّ يَرْجِعُوْنَ إِلَىْ رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَىْ" (٣).

ورواه الدينوري في "المجالسة"، ولفظه: "إِذَا ظَهَرَتِ الْمَعَاصِيْ فِيْ


(١) انظر: "صحيح البخاري" (٩٨٩).
(٢) رواه ابن حبان في "صحيحه" (٧٣١٤).
(٣) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٢٠٨٩)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (١٠/ ٢١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>