للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هُوَ الْعَلَمُ الْهادْي إِلَى سُنَنِ الْهُدى ... هُوَ الْحِصْنُ يُنْجِي مِنْ جَمِيْعِ الشَّدائِدِ

وإِنَّ فَقِيْها واحِداً مُتَوَرِّعاً ... أَشَدُّ عَلى الشَّيْطانِ مِنْ ألْفِ عابِد

١١٥ - ومن أخلاقه لعنه الله تعالى: تطويل أمل العالم حتى يدع العمل معتذراً عنه بطلب العلم، وهذا من جملة أغلاط العلماء.

وإنما يحمد الأمل من العالم إذا كان باعثاً له على الاستزادة من العلم من غير أن يشتغل عن فرض العمل ومهمه.

روى الخطيب في "الجامع" عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيسبعَنَّكُم بِالْعِلْمِ".

قالوا: كيف يسبعنا يا رسول الله؟

قال: "لا يَزَالُ الْعَبْدُ لِلْعِلْمِ طَالِبًا وَلِلْعَمَلِ كَارِهًا حَتَّى يَأْتِيَهِ الْمَوْتُ" (١).

وفي لفظ آخر: "إِنَّ الشَّيْطَانَ يسبعكُمْ بِالْعِلْمِ".

فقيل: يا رسول الله! وكيف ذلك؟

قال: "يَقُوْلُ: اطْلُبِ الْعِلْمَ وَلا تَعْمَلْ حَتَّى تَعْلَمَ، فَلا يَزَالُ فِيْ


(١) رواه الخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (١/ ٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>