للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعنه قال: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام: ألا ترى إلى المنافق كيف يخادعني وأنا أخدعه، يسبِّحني بطرف لسانه وقلبه بعيد مني (١)؟

* تَنْبِيهٌ:

قَلَّ في هذه الأزمنة المتأخرة في سائر الآفاق من يسلم من هذا الخلق وغيره من أخلاق أهل النفاق.

روى أبو عبد الرحمن السلمي، والديلمي عن علي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يَأْتِي عَلى النَّاسِ زَمانٌ هَمُّهُمْ بَطْنُهُمْ، وَشَرَفُهُمْ مَتاعُهُمْ، وَقِبْلَتُهُمْ نِساؤُهُمْ، وَدِيْنُهُمْ دَراهِمُهُمْ وَدَنانِيْرُهُمْ؛ أُوْلَئِكَ شَرُّ الْخَلْقِ، لا خَلاقَ لَهُمْ عِنْدَ اللهِ تَعالَى" (٢).

وروى الإسماعيلي في "معجمه"، والديلمي -وأنكره الذهبي- عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يَأَتِي عَلى النَّاسِ زَمانٌ يَكُونُ عامَّتُهُمْ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، وَيَجْتَهِدُونَ فِي الْعِبادَةِ، يَسْتَعْمِلُونَ أَهْلَ الْبِدَع -أي: يتخذونهم عمالاً وولاة- يُشْرِكُونَ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ، يَأْخُذونَ عَلى قِراءَتِهِمْ وَعِلْمِهِمُ الْوَرِقَ -أي: الفضة- يَأْكُلُونَ الدُّنْيا بِالدِّينِ، هُمْ أتباعُ الدَّجَّالِ الأَعْورِ" (٣)؛ أي: مثلهم، أو


(١) تقدم تخريجه.
(٢) رواه الديلمي في "مسند الفردوس" (٨٦٨٨).
(٣) رواه الإسماعيلي في "معجمه" (٢/ ٦١١)، والديلمي في "مسند الفردوس" (٨٦٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>