للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جوارحك لخبرتك بمكتوم ما فيها، يا ابن زيد! إنه بلغني: ما من عبد أعطي من الدنيا شيئًا فابتغى إليه ثانيًا إلا سلبه الله حب الخلوة معه، وبدله بعد القرب البعد، وبعد الأنس الوحشة، ثم أنشأَتْ تقول:

يَا وَاعِظًا قامَ لاحْتِسابٍ ... يَزْجُرُ قَوْمًا عَنِ الذُّنُوْبِ

تَنْهَىْ وَأَنْتَ السَّقِيْمُ حَقًّا ... هَذا مِنَ الْمُنْكَرِ الْعَجِيْبِ

لَوْ كُنْتَ أَصْلَحْتَ قَبْلَ هَذَا ... غَيَّكَ أَوْ تُبْتَ مِنْ قَرِيْبِ

كانَ لِمَا قُلْتَ يا حَبِيْبِيْ ... مَوْقعُ صِدْقٍ مِنَ الْقُلُوْبِ

تَنْهَىْ عَنِ الْغَيِّ وَالتَّمَادِيْ ... وَأَنْتَ فِيْ النَّهْيِ كَالْمُرِيْبِ

قال: فقلت لها: إني أرى هذه الذئاب مع الغنم؛ لا الغنم تفزع من الذئاب، ولا الذئاب تأكل الغنم، فأيش هذا؟ فقالت: إليك عني؛ فإني أصلحت ما بيني وبين سيدي، فأصلحَ ما بين الذئاب والغنم (١).

* الفائدة السابعة: إدخال السرور على قلوب الأبوين والأقارب في قبورهم بصلاح الولد والقريب؛ لأن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم من الأموات في البرزخ.

روى ابن أبي الدنيا في كتاب "المنامات"، وغيره عن مجاهد رحمه الله تعالى قال: إن الرجل ليبشر بصلاح ولده في قبره لتقر بذلك عينه (٢).

وروى الإمام أحمد عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٦/ ١٥٨).
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في "المنامات" (ص: ١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>