للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومتى علم العبد أنه وإن جاء بكل طاعة فلا يقوم بما يستحقه الله عليه، وأن ما قدر عليه من ذلك لا حول له فيه ولا قوة إلا بالله تعالى تخلَّص من العجب، وسلم منه؛ لأنه حينئذ ينكسر بالتقصير، ويلزم الذلة والافتقار، وبذلك سعادته وفلاحه، وخيره ونجاحه.

وروى ابن أبي شيبة، والإمام أحمد في "الزهد" عن طَلْق بن حبيب - رضي الله عنه - أنه كان يقول: إن حقوق الله أعظم من أن يقوم بها العباد، وإنَّ نِعَم الله أكثر من أن يحصيها العدد، ولكن أصبحوا تائبين، وأمسوا تائبين، وفي لفظ: توابين (١).

[من المتقارب]

عَلى بابِ عِزِّك يا رَبِّ قُمْنا ... بِذُلٍّ وَعَجْزٍ لَنا وَافْتِقارِ

فَلا زالَ ذَلِكَ مِنْ شَأْنِنا ... لِنَسْلَمَ مِنْ خالةٍ وَاغْتِرارِ

فَنَلْقاكَ يا رَبَّنا فِي حُبورٍ ... مُجارَيْنَ مِنْكَ بِأحْمى جِوارِ

دِيارُ الرِّضى حَبَّذا مِنْ دِيارٍ ... وَأَنْتَ لَنا الْجارُ يا خَيْرَ جارِ

مَنَنْتَ ابْتِداءً بِخَلْقٍ وَرِزْقٍ ... فَأَتْمِمْ لَنا خَيْرَ دارِ القَرارِ

وللتوبة فَوائِدُ:

* الفائدة الأولى: أن العبد ينالُ بها كمال العبودية.


(١) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٥١٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>