للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرخَّص الله لهم فقال: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا} [النور: ٦١] (١).

عرَّفَنَا الله تعالى أن الأكل مباح في حالتي الاجتماع والانفراد ما لم يكن مقرونًا بقصد ممنوع منه كالافتخار والرياء، والاستكبار، والبخل.

وفي تقديم قوله: {جَمِيعًا} إشارة إلى تفضيل الأكل مع الجماعة على الأكل مع الانفراد؛ لأن الجماعة رحمة، وفيها البركة كما في الحديث: "اجْتَمِعُوا عَلى طَعامِكُمْ يُبارَكْ لَكُمْ فِيهِ".

[٨٢ - ومنها: الفخر بالآباء والأنساب والأحساب.]

روى أبو داود، والترمذي وحسنه، والبيهقي بسند حسن واللفظ له، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللهَ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ، وَفَخْرَها بِالآباءِ، النَّاسُ بَنُو آدَمَ، وَآدَمُ مِنْ تُرابٍ، مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَكافِرٌ شَقِيٌّ، لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوامٌ يَفْتَخِرُونَ بِرِجالٍ إِنَّما هُمْ فَحْمٌ مِنْ فَحْمِ جَهَنَّمَ، أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلى اللهِ مِنَ الْجُعْلانِ الَّتِي [تدفع] (٢) النَّتَن بِأَنْفِها" (٣).


(١) رواه الطبري في "التفسير" (١٨/ ١٧٢) واللفظ له، وابن أبي حاتم في "التفسير" (٨/ ٢٦٤٨)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٧/ ٢٧٤).
(٢) بياض في "أ" و"ت".
(٣) رواه أبو داود (٥١١٦)، والترمذي (٣٩٥٦) وحسنه، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١٠/ ٢٣٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>