للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفاقِ حَتَّى يَدَعَها؛ إِذا ائتمِنَ خانَ، وإذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا عاهَدَ غَدَرَ، وإذا خاصَمَ فَجَرَ" (١).

[١٠ - ومنها: التكبر عن امتثال الأمر بالتقوى، والأنفة من قبول الحق إذا دعي إليه.]

بل مطلق الاستكبار من أخلاق المنافقين والفجار.

قال الله تعالى في الآية التي نزلت في الأخنس، وأمثاله من المنافقين: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} [البقرة: ٢٠٦].

روى البيهقي في "الشعب" عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: إن من أكبر الذنب عند الله أن يقول الرجل لأخيه: اتق الله، فيقول: عليك نفسَك، أنت تأمرني (٢)؟

وروى الإِمام أحمد في "الزهد" عن الحسن: أن رجلًا قال لعمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه: اتق الله، فذهب رجل ليزجره، فقال عمر رضي الله تعالى عنه: ما فينا خير إن لم نكن من التواضع، والقرب من الناس بحيث إنه يمكنهم أن يشافهونا بالنصيحة والتذكير،


(١) رواه البخاري (٣٤)، ومسلم (٥٨)، وأبو داود (٤٦٨٨)، والترمذي (٢٦٣٢)، والنسائي (٥٠٢٠).
(٢) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٨٢٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>