للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قراء زماننا هذا إلا بدراهم مزوقة، أو غنم رعت الحمض، فنفخت بطونها، فذبح منها شاة، فاذا هي لا تنقي (١).

٣ - من الخصال المشار إليها: أن يكون الإنسان عالماً ولا يعمل بعلمه، أو يحمله طلب الدنيا والرغبة فيها على مخالفة ما يعلم.

قال الله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (١٧٥) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ} [الأعراف: ١٧٥، ١٧٦].

قال مقاتل: رضي بالدنيا (٢).

{اتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} [الأعراف: ١٧٦].

قال الجوهري في "الصحاح": لَهَث الكلب، يلهث لَهْثاً، ولُهثاً - بالضم -: إذا أخرج لسانه من التعب والعطش (٣).

قلت: مثَّل الله تعالى العالم إذا عمل بخلاف ما يعلم لطلب الدنيا، وهو متكالب على طلبها، واتبع عليها بكليته بالكلب اللاهث بها إن طردته أولم تطرده لشدة عطشه وكَدَّه، فإن الإنسان إذا اتبع هواه


(١) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٤٩١٠).
(٢) انظر: "تفسير الثعلبي" (٤/ ٣٠٨).
(٣) انظر: "الصحاح" للجوهري (١/ ٢٩٢)، (مادة: لهث).

<<  <  ج: ص:  >  >>