للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٧ - ومنها: التَّميل في الصلاة.

ومتى كانت فيها ثلاث حركات متواليات بطلت، وكذلك تبطل بالوثبة الفاحشة.

روى الحكيم الترمذي في "نوادره"، وابن عدي في "كامله"، وأبو نعيم في "حليته" عن القاسم بن محمَّد، عن أسماء بنت أبي بكر، عن أم رومان والدة عائشة رضي الله تعالى عنهم قالت: رآني أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أتميل في صلاتي، فزجرني زجرة كدت أنصرف من صلاتي، ثمَّ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إلَى الصَّلاةِ فَلْيُسَكنْ أَطْرافَهُ، وَلا يَتَمَيَّلْ كَما يَتَميَّلُ اليَهُودُ؛ فَإِنَّ تَسْكِيْنَ الأَطْرافِ في الصَّلاةِ مِنْ تَمامِ الصَّلاة" (١).

وقال أبو عمرو بن العلاء: إنما يسمى اليهود يهودًا وهودًا؛ لأنهم يتهوَّدون؛ أي: يتحركون عند قراءة التَّوراة، ويقولون: إن السَّماوات والأرض تحركت حين آتى الله تعالى موسى التَّوراة (٢).

وعلى هذا: فالتميل عند قراءة القرآن، أو عند سماعه إذًا كان تصنعاً ورياءً، أو على سبيل العبث، فهو شبيه بتميل اليهود عند سماع التَّوراة.

وإذا كان لغرض التفسح في نفس القارئ لو كان في قراءته أو


(١) رواه الحكيم التِّرمذي في "نوادر الأصول" (٢/ ١٧١)، وابن عديّ في "الكامل" (٢/ ٢٠٢)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٩/ ٣٠٤). وقال ابن عدي: الحكم بن عبد الله ضعفه بيِّنٌ على حديثه.
(٢) انظر: "تفسير الثعلبي" (١/ ٢٠٨)، و"تفسير البغوي" (١/ ٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>