للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأيت رجلاً يوم الخندق على صورة دِحْية الكلبي على دابة يناجي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعليه عمامة قد أسدلها خلفه، فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: "ذاكَ جِبْرِيْلُ عَلَيْهِ السَّلامُ أَمَرَنِيْ أَنْ أَخْرُجَ إِلَىْ بَنِيْ قُرَيْظَةَ" (١).

وتقدم قول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيضاً قد أسدلوها خلف ظهورهم (٢).

* تَنْبِيْهٌ:

روى أبو الشيخ عن وهب بن مُنِّبه رحمه الله تعالى: أن ذا القرنين أول من لبس العمامة، وذكر أنه كان برأسه قرنان كالظلفين يتحركان، فلبس العمامة من أجل ذلك (٣).

فقوله: إنه أول من لبس العمامة؛ يعني: من البشر.

وقيل: إن ذا القرنين كان من الملائكة.

والأصح أنه كان من البشر، واختلف في نبوته (٤).

وفيه إشارة إلى أن من محاسن العمامة وفوائدها أنها تستر ما يكون في الرأس من كِبَرٍ، أو صِغَرٍ، أو عيب، أو غير ذلك، وهو ظاهر.


(١) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٦٢٥٧)، ورواه الحاكم في "المستدرك" (٧٤١٢).
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) رواه أبو الشيخ في "العظمة" (٤/ ١٤٧٠).
(٤) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٦/ ٣٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>