للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونقل ابن الجوزي عن عثمان بن زكريا المؤدب: أن معنى "فكتم": كتم من يحبه أنه يُحِبُّه (١).

وقد جنح إلى هذا المعنى الإمام أبو بكر الظاهري، فقال ملمحًا بالحديث: [من الطويل]

سَأَكْتُمُ ما أَلْقاهُ يا نُوْرَ ناظِرِيْ ... مِنَ الْحُبِّ كَيْلا يَذْهَبَ الأَجْرُ باطِلا

فَقَدْ جاءَنا عَنْ سَيَّدِ الْخَلْقِ أَحْمَدٍ ... وَمَنْ كانَ بَرًّا بِالأَنامِ وَواصِلا

بِأَنْ مَنْ يَمُتْ بِالْحُبَّ يَكْتُمُ أَمْرَهُ ... يَكُوْنُ شَهِيْداً فِيْ الْفَرادِيْسِ نازِلا (٢)

* تنبِيْهٌ:

ربما فهم من لم ينور الله بصيرته أن التوصل إلى الشهادة بالتعرض إلى العشق بالنظر ونحوه، فيباشر هذه الأسباب، فيقع فيما لم يكن له في حساب كما قال الشاعر: [من التقارب]

تَعَلَّقَ بِالْعِشْقِّ حَتَّىْ عَشِقْ ... فَلَمَّا اسْتَقَلَّ بِهِ لَمْ يُطِقْ


(١) انظر: "ذم الهوى" لابن الجوزي (ص: ٣٢٧).
(٢) انظر: "تاريخ دمشق" لابن عساكر (٦/ ٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>