للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه الأمور تتم بالبَرِّ، بل هي به أتم، وإنما يفرق بينهما بالنية؛ فالفاجر ينوي بذلك صيانة إمرته، وقيام حرمته، ورغبة الناس في ولايته، فيُصلِح اللهُ به الناسَ وإن لم يُرِد صلاحَهم، والبَرُّ ينوي بذلك سكونَ خواطر المسلمين، ونُصحَهم، وحمايتَهم، وإقامةَ الدِّين، وإعلاءَ كلمة الله تعالى.

وقد يكون سببَ أمْنِ الطُّرُق شِدَّةُ ظلم الأمير وحَيْفِه، فيحصُل الأمنُ اتِّقاءَ ظُلمه، ويكون في ذلك نفعٌ للمسلمين، وعلى الأمراء وزرُهم.

وأما ما سبق أن الأمراء والعلماء إذا صلحوا صلح بصلاحهم سائر الناس، فذلك صلاح يعود ثوابه على الأمراء والعلماء، وصلاح الناس بالأمراء الفجرة لا يعود منه على الأمراء ثواب.

وكان سهل بن عبد الله - رضي الله عنه - يقول: يعود عليهم بسبب أمن الناس على أنفسهم وعيالهم وأموالهم، وفي طرقهم ومنازلهم ثوابٌ وخير.

والذي يظهر أنه لا ثواب لهم في شيء من ذلك إلا إذا حصل عن نية منهم صالحة، وقصد صحيح - وان كانوا فجاراً في غير ذلك - لأن العمل بالنية؛ {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} [الزلزلة: ٧].

* فائِدَةٌ هِيَ تَمامُ أَرْبَعينَ فائِدَةً:

روى الإمام أحمد، وأبو يعلى، وابن السني، وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم - وصححه - والبيهقي في "الشعب "، وغيرهم عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أنه قال: يا رسول الله! كيف الصلاح

<<  <  ج: ص:  >  >>