للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رواية: من ورائها - جاء الولد أحول، فنزلت: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: ٢٢٣] (١).

وروى أبو داود، والحاكم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: إنما كان هذا الحي من الأنصار - وهم أهل دين - مع هذا الحي من يهود - وهم أهل كتاب - كانوا يرون لهم فضلاً عليهم في العلم، وكانوا يقتدون بكثير من فعلهم، وكان من أمر أهل الكتاب أنهم لا يأتون النساء إلا على حرف، وذلك أستر ما يكون للمرأة، وكان هذا الحي من قريش يشرحون النساء شرحاً، ويتلذذون بهن مدبرات، ومقبلات، ومستقبلات، فلما قدم المهاجرون المدينة تزوج رجل منهم امرأة من الأنصار، فذهب يصنع بها ذلك، فأنكرت عليه، وقالت: إنما كنا نؤتى على حرف، فَسَرَى أمرُها، فبلغ ذلك رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: ٢٢٣]؛ أي: مقبلات، ومدبرات، ومستقبلات؛ يعني بذلك: موضع الولد (٢).

[١٧٣ - ومنها: ترك العقيقة عن الجارية.]

روى البيهقي في "السنن" عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إِنَّ اليَهُودَ تَعُقُّ عَنِ الغُلامِ وَلا تَعُقُّ عَنِ الْجَارِيَةِ؛


(١) رواه البخاري (٤٢٥٤)، ومسلم (١٤٣٥)، وأبو داود (٢١٦٣)، والترمذي (٢٩٧٨).
(٢) رواه أبو داود (٢١٦٤)، والحاكم في "المستدرك" (٢٧٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>