ينبغي لأنس رضي الله تعالى عنه أن يحدثه بذنبهم، وأن ذلك كان قصاصهم، بل كان الأولى الإعراض عن هذا الحديث ولا يحدث به الحجاج أصلًا، ومن ثم عاب الحسن عليه ذلك، واعتذر عنه بالغفلة التي عبر عنها بالحماقة.
وحاصله أن أنسًا رضي الله تعالى عنه لسلامة فطرته عزب عنه أن الحجاج إنما سأله ليحتج بحديثه على جوره وظلمه، وكان هذا السؤال وما رتبه على جوابه من جملة شيطانيَّةِ الحجاج، ألا ترى أن احتجاجه من قبيل احتجاج إبليس على إبائه عن السجود بما احتج به؟
[٩١ - ومن أخلاق الشيطان لعنه الله تعالى: السعي في أذى المسلم والسعاية به، والمعاونة عليه في باطل.]
روى أبو داود عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: جاءت فأرة فأخذت تجر الفتيلة، فجاءت بها فألقتها بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الخمرة التي كان قاعدًا عليها، فاحترق منها مثل موضع درهم، فقال:"إِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوا سُرُجَكُمْ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدُلُّ مِثْلَ هَذهِ عَلَى هَذَا فتحْرِقَكُمْ"(١).
[٩٢ - ومنها: التزوير كما تقدم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في تزوير الشيطان على سليمان عليه السلام علم السحر.]
ومن تزويراته التحلُّم بما لم يره، والكذب في المنام.