للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليُمن والبركة من يوم الأربعاء، وهو خلاف ما عليه سفهاء الناس من التطير به -خصوصا آخر أربعاء في الشهر-.

وقد روى وكيع في "الغرر"، والخطيب في "تاريخه" بسند ضعيف، عن ابن عباس الحديث بلفظ: "آخِرُ أَرْبِعَاءَ في الشَّهْرِ يَوْمُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٌّ" (١).

* فائِدَةٌ سادِسَةٌ:

قال الله تعالى: {فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى} [النازعات: ٢٥]؛ أي: كلمتيه؛ إحداهما قوله: {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} [القصص: ٣٨]، والثانية قوله: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات: ٢٤]؛ أي: جمع الله تعالى له بين النكالين وعاقبه على الذنبين، ولو اعترف له في موضع الآخرة بالربوبية، وأقر له على نفسه بالعبودية، لغفر له الأولى، والإيمان يَجُبُّ ما قبله.

وقد روى ابن عساكر عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه: أن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ أَحْسَنَ في مَا بَقِيَ غُفِرَ لَهُ مَا مَضَى، وَمَنْ أَسَاءَ فِيْمَا بَقِيَ أُخِذَ بِمَا مَضَى وَمَا بَقِي" (٢).

وروى الإِمام أحمد، والشيخان، وابن ماجه عن ابن مسعود


(١) تقدم تخريجه.
(٢) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٦٥/ ٣٧٤)، وكذا الطبراني في "المعجم الأوسط" (٦٨٠٦). وحسن الهيثمي إسناد الطبراني في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٢٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>