للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قدمنا لك أن اللعين أخس من أن يكون له نكاح بعقد، ولا يتحقق العقد على الهامَّة والبهيمة، فأراد ابن إسحاق بتزوج إبليس بالحية اقترانه بها وانضيافه إليها.

وقد تقدم الكلام على عداوة الحية لآدم عليه السَّلام.

[١٧٠ - ومنها: استحباب كشف العورة.]

قال الله تعالى: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا} [الأعراف: ٢٠].

وإنما يستحب الشيطان كشف عورة ابن آدم لغير ضرورة؛ لأن الملائكة لا تحضر حيث تكشف العورات، كما تقدم.

وروى ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير رحمه الله تعالى قال: جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، فقال: إني نذرت أن أقوم على قعيقعان عريانا إلى الليل، فقال: أراد الشيطان أن يبدي عورتك، وأن يضحك الناس بك؛ البس ثيابك، وصلِّ عند الحِجْر ركعتين (١).

١٧١ - ومنها: استحباب أن يكون الإنسان ضُحَكَةً للناس يسخرون به؛ لأثر ابن عباس المذكور.

وهذا من أخلاق الشياطين بلا شبهة؛ ألا ترى أن الأضحوكة يأثم بإضحاكه الناس، ويرتكب العظائم ليضحكهم، ومن يحضره ليضحك منه يقره على السخرية والغيبة، والرفث والمنكرات،


(١) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>