للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا زَكَرِيَاءُ! هَلْ وَجَدْتَ لَهُ ألَمًا أَوْ وَجَعًا؟ "

قال: إنما وجدت ذلك الشجرة، جعل الله روحي فيها (١).

[٧٩ - ومنها: تثبيت أعداء المسلمين على قتالهم واستثارتهم لذلك.]

ثم من شأن اللعين خذلان أوليائه وعدم ثباته معهم، والجبن والفرار.

قال الله تعالى: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: ٤٨]

وقال تعالى: {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا} [الفرقان: ٢٩].

قال القاضي ناصر الدين البيضاوي: يواليه حتى يؤديه إلى الهلاك، ثم يتركه ولا ينفعه (٢).

قلت: وهكذا فعل الشيطان بقريش في وقعة بدر كما في الآية التي تقدمت.

وروى البيهقي عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: أمد الله تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - يعني: يوم بدر - بألف من الملائكة عليهم السلام فكان جبريل في


(١) رواه ابن عساكر "تاريخ دمشق" (١٩/ ٥٥).
(٢) انظر: "تفسير البيضاوي" (٤/ ٢١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>