للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما مِنْ راكِبٍ يَخْلُوْ فِيْ مَسِيْرِهِ بِاللهِ وَذِكْرهِ إِلاَّ رَدِفَهُ مَلَكٌ، وَلا يَخْلُوْ بِشِعْرٍ وَنَحْوِهِ إِلاَّ رَدِفَهُ شَيْطانٌ" (١).

* مَسْألةٌ:

هل تجوز المعصية على الملائكة عليهم السَّلام أم لا؟

قال القرطبي: أما العقل فلا ينكر وقوع المعصية من الملائكة، وأن يوجد فيهم خلاف ما كلفوه، وأن تخلق فيهم الشَّهوات؛ إذ في قدرة الله تعالى كل موهوم.

قال: ووقوع هذا الجائز لا يدرك إلا بالسَّمع، ولم يصح (٢). انتهى.

ذكر هذا في تفسير سورة البقرة بعد أن قطع بضعف ما روي عن عليٍّ، وابن مسعود، وابن عمر، وابن عبَّاس - رضي الله عنهما -: أنه لما أكثر الفساد من أولاد آدم - وذلك في زمن إدريس عليه السَّلام - عيرتهم الملائكة، فقال الله تعالى: "أما إنكم لو كنتم مكانهم وركَّبت فيكم ما ركَّبت فيهم - يعني: الشهوة - لعملتم مثل أعمالهم"، فقالوا: "سبحانك ما كان ينبغي لنا ذلك"، قال: "فاختاروا ملكين من خياركم"، فاختاروا هاروت وماروت، فأنزلهما الله تعالى إلى الأرض، فركَّب فيهما الشهوة، فما مرَّ بهم شهر حتى فتنا بامرأة اسمها الزُّهرة اختصمت إليهما، فراوداها عن نفسها، فأبت إلا أن يدخلا في دينها، ويشربا الخمر، ويقتلا النفس التي


(١) تقدم تخريجه.
(٢) انظر: "تفسير القرطبي" (٢/ ٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>