للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنْ عُجْبِ نَفْسِيَ يا عَجَبِي ... وَالْعُجْبُ أَرْدَى أَدْوايَ

فِيْ بَدْئِها كانَتْ نُطْفَة ... وَالرَّمْسُ آخِرُ مَثْوايَ

يا رَبِّ كَمْ ذا تُؤْذِيْنِي ... نَفْسِي وَتَجْلِبُ بَلْوايَ

يا رَبِّ سَكِّنْها عَنِّي ... فَأَنْتَ أَقْصَى رَجْوايَ

[١١ - ومنها: التشبه بالشيطان.]

فإن قابيل اقتدى بالشيطان في شدخ رأس أخيه كما تقدم، فمن تشبَّهَ بإبليس كان متشبهًا بقابيل في التشبه به؛ فإنه أول من تشبه بالشيطان، وقد قلت: [من السريع]

أَوَّلُ مَنْ أَشْبَهَ شَيْطانا ... قابِيْلُ لَمَّا هامَ عِصْيانا

هُمَا الْمُضِلاَّنِ لِمَنْ جاءَ مِنْ ... بَعْدِهِما مِنْ كُلِّ مَنْ كانا

فَلا تَكُنْ مِثْلَهُما باغِياً ... وَخَفْ مَقامَ اللهِ مَوْلانا

لَوْلا التُّقَى ما قَبِلَ اللهُ مِنْ ... هابِيْلَ مَعْرُوفاً وَقُرْبانا

وَرَدَّ ما قَرَّبَهُ طاغِياً ... قابِيْلُ إِبْعادًا وَخُذْلانا

لا تتَّبعْ قابِيْلَ فِي فِعْلِهِ ... تَحْصُدْ بِما تَزْرَعُ خُسْرانا

تَرْضَى بِأَنْ تُصْبحَ شَيْطانا ... مِنْ بَعْدِ ما [قد] كُنْتَ إِنْسانا

نَعْلَمُ هَذا ثُمَّ نَغْدُو هَوًى ... وَإِنَّ أدرَانا لأَنْسانا

يا لَيْتَ شِعْرِي ما الَّذِي قَدْ ... لَها قُلُوبَنا عَنْهُ وَأَنْسانا

<<  <  ج: ص:  >  >>