للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأت بخط والدي رحمه الله تعالى: أن الكردي الذي أشار بالتحريق يقال له: هِزَر.

وقال "الكشاف": إن الذي أشار بإحراقه نمرود (١).

٢٠ - ومنها: التقليد لغير من هو قدوة، وضعف الرأي، والاسترواح في الدين لما وقع في محاورتهم لإبراهيم عليه السلام حين قال لهم: {مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (٥٢) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (٥٣)} [الأنبياء: ٥٢، ٥٣].

قال في "الكشاف" عند هذه الآية: ما أقبح التقليد، والقول المتقبَّل بغير برهان! وما أعظم كيد الشيطان للمقلدين حتى استدرجهم إلى أن قلدوا آباءهم في عبادة التماثيل، وعفَّروا بها جباههم، وهم معتقدون أنهم على شيء، وجادون في نصرة مذهبهم، مجادلون لأهل الحق على باطلهم، وكفى أهل التقليد سُبة أن عبدة الأصنام منهم، انتهى (٢).

ولم يكن التقليد مخصوصًا بقوم إبراهيم عليه السلام، بل هو شأن سائر الأمم يدعوهم إليه مترفوهم، ويحتجون به لهم وعنهم؛ لأن بطرهم وإترافهم منعهم من النظر في الأمور، وأخذها من أدلتها مستروحين إلى التقليد لأنهم يجدونه أهون عليهم.

ولقد حكى الله تعالى التقليد عن الأمم بعد أن ذم به قريشًا، فقال:


(١) انظر: "الكشاف" للزمخشري (٣/ ١٢٦).
(٢) انظر: "الكشاف" للزمخشري (٣/ ١٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>