للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زَرْزِرْ خَلِيلاً ثُمَّ زَرْزِرْ إِذا ... زُرْتَ بِذِكْرِ اللهِ كَالزَّرْزَرِ

وَأْنَسْ بِذِكْرِ اللهِ فِي لَيْلِهِ ... وَلا تَكُنْ أَعْجَزَ مِنْ صُرْصُرِ

والصرصر - كهُدهد، وفدفد - ويقال فيه: صرصر، وصرصار، وصرار الليل: هو الجدجد - بالضم - وهو طائر أكبر من الجندب، أكثر صياحه بالليل، والصرصر أشد الصوت، ومنه سمي.

وأكثر صياحه بالليل يصوت إلى الصباح، فإذا طلبه الطالب لم يره، ولذلك قالوا في المثل: أكن من جدجد (١).

- ومن ذلك: الصعو: وهو من صغار العصافير أحمر الرأس، والواحدة: صعوة؛ تقدم قول الأرجاني: [من الكامل]

كَالصعوِ يَرْتَعُ فِي الرَّياضِ وَإِنَّما ... حُبِسَ الْهزارُ لأَنَّهُ يَتَرَنَّمُ

والمعنى فيه: أن الصعو خامل متروك لا يلتفت إليه، فهو راتع لخموله في واسع الرياض، ويانع الغياض، وكذلك ينبغي للمؤمن في هذه الأزمنة أن يؤثر الخمول على الشهرة، والظهور متى استغنى.

- ومن ذلك: الوصع صغير العصافير، من شأنه التضاؤل والتصاغر خصوصاً إذا رأى جوارح الطير.

كذلك ينبغي للمؤمن التضاؤل في هذه الأعصار الشديدة، بل ينبغي له في كل زمان وحال أن يكون متواضعاً في نفسه متصاغراً، وبذلك يرفعه الله تعالى، ويُعظم قدره.


(١) انظر: "مجمع الأمثال" للميداني (٢/ ١٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>