قال الإمام أَبو بكر بن محمد الطرطوشي في كتاب "الأدعية" في آداب الدعاء: فمن أدبه أن يعلم أنَّ سنن الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين إذا أرادوا استقضاء حاجة عند مولاهم أن يُبادروا قبل السؤال، فيقوموا بين يدي ربهم، فيصفوا أقدامهم، ويبسطوا أكفهم، وُيرسلوا دموعهم على خدودهم، ويبدؤوا بالتوبة من معاصيهم، والتنصل من مخالفاتهم، ويستبطئوا الخشوع في قلوبهم، ويتباءسوا ويتمسكنوا ويستقيموا بين يدي من وقفوا ولمناجاة من تعرضوا، انتهى.
[١١٣ - ومن آدابهم: تصدير الدعاء باسم من أسماء الله تعالى يليق بالترحم والتلطف، أو بما يوافق الدعاء المدعو به.]
ولذلك قال بعض العلماء: إنَّ الاسم الأعظم هو أن يدعو بالاسم الموافق للمطلوب كتصدير طلب الرزق بالكريم والجواد، وطلب النجاة من عدو أو ظالم بالواحد والأحد والقهار.
ولما كان الاسم الجليل الله جامعاً لجميع معاني الأسماء الحسنى كان لائقاً لأن يصدر به كل دعاء.
وفي ندائه طريقان:
أن يُقال: يا الله.
وأن يقال: اللهم؛ بالتعويض عن حرف النداء بالميم المشددة.
(١) رواه أَبو داود (١٤٨٦). وحسن ابن القطان إسناده في "بيان الوهم والإيهام" (٥/ ٢٠٠).