للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومنهم أن يكون ذكاؤه وحذقه في تحريف الكلام وتصحيفه، أو يكون فكره في استخراج عيوب الناس وهجائهم، أو المبالغة في المديح والتشبيب والهجاء، ثم ترى الواحد منهم لا يعرف حكم وضوئه ولا صلاته، ولا بيعه ولا شرائه، ولا تصرفاته التي فيها خلاصه في الدار الآخرة.

نعم؛ يعرف طريق المكاسب والمكر والخديعة في البيع والشراء والحيلة في الحساب، وبذل بعض أنواع النقود دون بعض لما فيه من التفاوت وانتقاص الغريم من حقه.

ومن كان عقله كذلك فهو فاسد العقل، مطموس القلب، متعرض للهلاك والندامة والحسرة في الدار الآخرة.

وإنما العاقل: الأريب، الصالح العقل من فطانته وحذقه في أمور دنيه (١).

ولقد أحسن القائل: [من الطويل]

أَلا إِنَّ خَيرَ العَقْلِ ما دلَّ أَهْلَهُ ... عَلى البِرِّ وَالتَّقْوى وَنيْلِ الْمَكارِمِ

* فائِدَةٌ خامِسَةٌ وَأَربعونَ:

روى أبو داود، والترمذي - وصححه - عن عبد الله بن عمرو رضي الله


(١) في "أ": "آخرته" بدل " دينه "، والمثبت من "ت ".

<<  <  ج: ص:  >  >>