للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَذُبابٍ مَرَّ عَلى أَنْفِهِ فَأَطارَهُ" (١).

وروى ابن أبي الدنيا في "الإخلاص" عن أبي قلابة رحمه الله تعالى -مرسلاً- قال: "أَبْعَدُ النَّاسِ مِنَ اللهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ رَجُلٌ لا يُراقِبُ اللهَ عز وجل فِي السِّرَّ، وَرَجُلٌ يُجالِسُ الأُمَراءَ، كُلَّما قالَ شَيْئًا قالَ: صَدَقَ الأَمِيرُ".

[٦٢ - ومنها: تمني المغفرة مع الإصرار على المعاصي.]

روى الإمام أحمد في "الزهد"، وأبو الشيخ، وأبو نعيم عن الحسن رحمه الله تعالى قال: المؤمن يعلم أن ما قال الله كما قال الله، والمؤمن أحسن الناس عملاً، وأشد الناس خوفًا، لو أنفق جبلاً من مال ما أمن دون أن يعاين، لا يزداد صلاحًا وبرًا وعبادة إلا ازداد فرقًا، يقول: لا أنجو.

والمنافق يقول: سواد الناس كثير، وسيغفر لي، ولا بأس علي، فينسى العمل، ويتمنى على الله تعالى (٢).

وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "الحذر" عن فضيل بن عياض رحمه الله تعالى قال: إنما هو الأمن والخوف؛ فالمؤمن خائف وَجِلٌ كان كان محسنًا، والمنافق آمن متمنٍّ وإن كان مسيئًا.


(١) رواه البخاري (٥٩٤٩)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١٠/ ١٨٨).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ١٥٣)، وكذا ابن المبارك في "الزهد" (١/ ١٨٨)، وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٣/ ٥٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>