للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك قول القائل: [من الكامل]

وَلَقَدْ صَحِبْتُ النَّاسَ ثُمَ سَبَرْتُهُمْ ... وَبَلَوْتُ ما وَصَلُوا مِنَ الأَسْبابِ

فَإِذا الْقَرابَةُ لا تُقَرّبُ قاطِعاً ... وَإِذا الْمَوَدَّةُ أَقْرَبُ الأَحْبابِ (١)

قال البيهقي: هكذا وجدته موصولًا يقول ابن عباس، ولا أدري قوله: (وذلك موجود في الشعر) من قوله أو من قول من قبله من الرواة (٢).

[٤ - ومنها: الاستعداد بالرأي، والإعجاب به، وإيثار رأي النفس على الرأي الصواب، وعلى رأي الوالد والأستاذ والمرشد.]

وهذا ليس من شأن الصالحين، ومن فعل ذلك لم يؤل أمره إلى نجاح.

قال حجة الإِسلام في آداب المتعلم من "الإحياء": ومهما أشار إليه المعلم بطريق في العلم فليقلده وليدع رأي نفسه؛ فإن خطأ مرشده أنفع له من صوابه في نفسه.

ثم قال: وبالجملة: كل متعلم استبقى لنفسه رأيًا واختيارًا وراء


(١) البيتان لحبيب الطائي. انظر: "العقد الفريد" لابن عبد ربه (٢/ ١٥٣)، وعنده: "الأنساب" بدل "الأحباب".
(٢) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٩٠٣٤)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤١/ ٢٨٣)، ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (٢٦٢) دون الشعر.

<<  <  ج: ص:  >  >>