للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى قوله، وتبعوه فيه حتى عليُّ - رضي الله عنه -، كما تتبع النحل يعسوبها، وذلك إجماع منهم على طاعته، وإذعان منهم لخلافته.

* تَنْبِيهٌ:

يناسب ما سبق أن لا بد للناس من إمام يسوسهم، ويقوم بمصالحهم: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - شبه الإمام وكل قائم على قوم بالراعي لما كان في الناس من النسبة الحيوانية، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "كُلُكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤُوْلٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ" الحديث.

وقال فيه: "وَالإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤُوْلٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ" (١)، فشبه الإمام بالراعي والرعية بما يرعى من الأنعام ونحوها.

وكما أن في الأنعام ما له كمال الانقياد لراعيه، ومنها ما لا ينقاد له ولا يسمع زجره كذلك الناس.

قال الله تعالى: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [البقرة: ١٧١].

فالرعية مطالبون بالطاعة لوالي أمرهم وراعيهم، والإمام ومَنْ يقوم مقامَه مُطالبٌ بالإحسان إليهم والنصيحة لهم.

وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن عطية بن قيس: أنَّ أبا مسلم الخولاني أتى معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنهم، فقام بين السماطين، فقال: السلام عليك أيها الأجير!


(١) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>