للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمراد بعمى الأبصار ما يقع لذويها من سخنة العين برؤيتهم، كما قال ابن الفارض رحمه الله تعالى: [من الطويل]

وَقَدْ صَدِئَتْ عَيْنِيْ بِرُؤْيَةِ غَيْرِهَا

* ومن لطائف الأدب مع الصالحين: ما ذكره ابن عقيل في "الفنون"، ونقله ابن مفلح عنه في "الآداب": أن أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى كان مستنداً، وذكر عنده ابن طهمان، فأزال ظهره عن الاستناد، وقال: لا ينبغي أن يجري ذكر الصالحين ونحن مستندون.

قال ابن مفلح: وقد ذكر هذا الحافظ ابن الأخضر فيمن روى عن أحمد في ترجمة أبي زرعة الرازي، قال: سمعت أحمد بن حنبل ذكر عنده إبراهيم بن طهمان وكان متكئاً من علة، فاستوى جالساً، وقال: لا ينبغي أن يذكر الصَّالحون فنتكئ (١). انتهى.

* ومن فوائد ذكر الصَّالحين: أن العبد إذا ذكرهم رقَّ قلبه عند ذكرهم، وأحبهم، وودَّ أن يتأسى بهم، ونشط في العبادة والطاعة، ورغب في اللحاق بهم، وترحم عليهم، ودعا لهم، ودعاء العبد لأخيه في ظهر الغيب يستدعي دعاء الملائكة لهم كذلك، ودعاء الملائكة عليهم السَّلام أقرب إلى الإجابة والقبول.

روى مسلم عن أبي الدَّرداء رضي الله تعالى عنه: أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم -


(١) انظر: "الآداب الشرعية" لابن مفلح (٢/ ٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>