جبريل عليه السلام إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان، فرماه بسبع حصيات حتى ذهب، ثم عرض له عند الحجرة الوسطى فرماه بسبع حصيات، ثم:{وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ}[الصافات: ١٠٣]، وعلى إسماعيل قميص أبيض فقال: يا أبه! إنه ليس لي ثوب تكفنني فيه غيره، فاخلعه حتى تكفنني فيه، فعالجه ليخلعه، فنودي من خلفه: {أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ (١٠٤) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا} [الصافات: ١٠٤ - ١٠٥]، فالتفت إبراهيم فإذا هو بكبش أبيض أقرن أعين.
قال ابن عباس: لقد رأيتنا نتتبع ذلك الضرب من الكباش.
قال: ثم ذهب به جبريل إلى الجمرة القصوى فعرض له الشيطان، فرماه بسبع حصيات حتى ذهب، ثم ذهب به جبريل عليهما السلام إلى منى؛ قال: هذا مناخ الناس، ثم أتى به جمعاً فقال: هذا المشعر الحرام، ثم ذهب به إلى عرفة؛ قال ابن عباس: هل تدري لم سميت عرفة؟ قلت: لا، قال: إن جبريل قال لإبراهيم عليهما السلام: عرفت -وفي رواية: هل عرفت؟ - قال: نعم، قال ابن عباس: فمن ثم سميت عرفة (١).
[٥٨ - ومن أخلاقه -لعنه الله-: الغفلة عن ذكر الله تعالى، ولا سيما إذا استقلت الشمس.]
وأهل الغفلة أشبه الناس بالشياطين.
روى ابن السني، وأبو نعيم عن عمرو بن عبسة رضي الله تعالى
(١) رواه الأمام أحمد في "المسند" (١/ ٢٩٧)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٠٦٢٨).