للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصرانياً، فأنزل الله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (٦٥)} [آل عمران: ٦٥] (١).

* تنبِيْهٌ:

من كان على باطل في الاعتقاد فنسب باطله إلى أحد من أولياء الله تعالى ومشاهير أئمة المؤمنين ليروج باطله، فهو أشبه الناس باليهود والنصارى في هذه الخصلة؛ كمن ينتحل التجسيم فينسبه إلى الإمام أحمد رحمه الله تعالى، أو الإرجاء فينسبه إلى الإمام أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه، أو الاتحاد أو الحلول فينسبه إلى الشيخ محي الدين بن العربي، أو الشيخ زين الدين بن الفارض رحمهما الله تعالى.

١٧ - ومنها: الخوض فيما لا يعلمون، والدعاوى الفاسدة، والاحتجاج للرأي من غير روية ولا برهان، بل مسارعة إلى الانتصار لشدة غلبة الهوى.

ومن يفعل ذلك فهو حري بالتكذيب والتبكيت، ولا بأس أن تنقلب دعواه وتصير حجته حجة عليه كما صار لليهود والنصارى حين تحاجوا في إبراهيم عليه السلام، فأبطل الله تعالى دعواهم بقوله: {لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ} [آل عمران: ٦٥] الآية.

فاليهود يزعمون أنه منهم، وما أنزلت التوراة التي كان يتدين بها


(١) رواه البيهقي في "دلائل النبوة" (٥/ ٣٨٤)، وكذا الطبري في "التفسير" (٣/ ٣٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>