للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* تَنْبِيهانِ:

الأَوَّلُ: روى ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رحمه الله تعالى قال: إن قابيل لما قتل أخاه، عقل الله تعالى إحدى رجليه ساقها إلى فخذها من يوم قتله إلى يوم القيامة، وجعل وجهه إلى الشمس حيث دارت دار عليه حظيرة من ثلج في الشتاء، وعليه في الصيف حظيرة من نار (١).

ومن طرائف العقوبات: نقصان الخلقة بعد تمامها، وأول من نقصت خلقته عقوبة إبليس وقابيل؛ فإبليس عَوِر، وقابيل عَرِج.

ولقد قلت: [من السريع]

أَوَّلُ عُوْرِ الْخَلْقِ إِبْلِيْسُهُمْ ... وَأَوَّلُ الْعُرْجانِ قابِيْلُ

وَمِنْ هُنا عانَدَ عُوْرُ الْوَرَى ... وَكانَ فِي الْعُرْجِ الأَباطِيْلُ

وقلت مقرراً لما هو مشهور من أن نقصان الخلق يدل على نقصان العقل: [من الرجز]

تَبارَكَ الدَّيَّانُ مِنْ مُصَوِّرٍ ... وَجَلَّ مِنْ مُهَيْمِنٍ مُقْتَدِرِ

ما أَكْمَلَ اللهُ عَلا خَلْقَ امْرِئٍ ... حَتَّى تَراهُ كامِلاً فِيْ مَعْشَرِ

إِلاَّ وَقَدْ أَكْمَلَ مِنْهُ عَقْلَهُ ... حَتَّى تَراهُ سالِمَ التَّصَوُّرِ

وَجَعَلَ النُّقْصانَ فِي الْخَلْقِ دَلِيـ ... ـلاً دَلَّ ذا عَقْلٍ وَذا تَفَكُّرِ


(١) رواه الطبري في "التفسير" (٦/ ١٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>