للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٧ - ومنها: الحزن على ما فات من معصية، أو تقصير، أو فَزَعاً من عذاب الله، وفَرَقاً من أهوال يوم القيامة:

روى الترمذي في "الشمائل"، وابن أبي الدُّنيا في كتاب "الحزن" عن هند بن أبي هالة رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، طويل السُّكوت، لا يتكلم في غير حاجة (١).

وروى ابن أبي الدُّنيا، والطَّبراني في "الكبير"، والحاكم عن أبي الدَّرداء، والدَّيلمي عن معاذ - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ الله يُحِبُّ كُلَّ قَلْبِ حَزِيْنِ" (٢).


(١) رواه الترمذي في "الشمائل المحمدية" (ص: ١٨٤)، وابن أبي الدنيا في "الهم والحزن" (ص: ٢٧).
قال ابن القيم في "مدارج السالكين" (١/ ٥٠٧): حديث لا يثبت، وفي إسناده من لا يعرف، وكيف يكون متواصل الأحزان! وقد صانه الله عن الحزن على الدنيا وأسبابها، ونهاه عن الحزن على الكفار، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فمن أين يأتيه الحزن! بل كان دائم البِشر، ضحوك السن، كما في صفته: الضحوك القتال صلوات الله وسلامه عليه.
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في "الهم والحزن" (ص: ٢٨)، وعزاه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٣١٠) إلى الطبراني والبزار وحسن إسناده، ورواه الحاكم في "المستدرك" (٧٨٨٤) عن أبي الدَّرداء، والدَّيلمي في "مسند الفردوس" (٥٧٢) عن أبي الدرداء أيضاً. =

<<  <  ج: ص:  >  >>