للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَقْبَلِ اللهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلا عَدْلاً" (١).

ثم روى أبو داود عن خالد بن دهقان قال: سألت يحيى بن يحيى الغساني عن قوله: فاغتبط بقتله، قال: الذين يقاتلون في الفتنة فيقتل أحدهم، فيرى أنه على هدى، فلا يستغفر الله (٢).

والصرف: النافلة، والعدل: الفريضة.

وقيل غير هذا.

والمعنى: أنه يحبط عمله.

١٧ - ومن أعمال قابيل وأخلاقه: انتهاك حرمة المسلم بعد موته، وعدم الاهتمام بمواراته وسائر ما يحتاج إليه من تجهيزه، وذلك كله من فروض الكفاية، إذا تركه كلُّ من تعين عليهم أثموا.

ومن أصرح الأدلة على ذلك: ما روى الإمام أحمد، ومسلم، والنسائي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْلا أَن لا تَدَافَنُوْا، لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ الْقَبْرِ" (٣).

ووجه الاستدلال به أن علوم القبر وأحوال البرزخ علوم شريفة، وقد حُجبت عنا فلم نشاهدها بالحس خشية أن يحملنا الاطلاع عليها


(١) رواه أبو داود (٤٢٧٠)، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة" (٤١٥).
(٢) رواه أبو داود (٤٢٧١).
(٣) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٣/ ١٠٣)، ومسلم (٢٨٦٨)، والنسائي (٢٠٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>