للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مَوْتُ بَعْضِ النَّاسِ فِي الـ ... أَرْضِ عَلى بَعْضٍ فُتوحُ (١)

* فائِدَةٌ تاسِعَةٌ وَخَمسونَ:

روى الإمام أحمد - بإسناد جيد - عن أبي منيب الأحدب قال: خطب معاذ رضي الله تعالى عنه بالشام، فذكر الطاعون، فقال: إنها رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وقبض الصالحين قبلكم (٢).

قوله: وقبض الصالحين قبلكم؛ ليس معناه أن الطاعون لا ينزل إلا بالصالحين، بل معناه أنه إذا نزل بهم فهو رحمة، وإذا نزل بالفاجرين فهو عذاب كما في "صحيح البخاري" رحمه الله تعالى عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الطاعون، فقال: "كانَ عَذاباً يَبْعَثُهُ اللهُ عَلى مَنْ كانَ قَبْلَكُمْ، فَجَعَلَهُ اللهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ؛ ما مِنْ عَبْدٍ يَكُونُ فِي بَلَدٍ فَيَكُونُ فِيهِ، لا يَخْرُجُ صابِراً مُحْتَسِباً، يَعْلَمُ أَنَّهُ لا يُصِيبُهُ إِلاَّ ما كَتَبَ اللهُ لَهُ، إِلاَّ كانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ" (٣).

فالطاعون يزيد الصالح في ثوابه، ويرفع من مقامه حتى يلحقه بالشهداء كما سيأتي.

وفي " الصحيحين " عن أنس - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:


(١) انظر: " أدب الدنيا والدين " (ص: ١٥٣).
(٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٥/ ٢٤٠).
(٣) رواه البخاري (٦٢٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>