للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"لَيْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّ" (١).

وروى البيهقي في "الشعب" عن عبد الحميد بن محمود قال: كنت عند ابن عباس رضي الله تعالى عنهما فأتاه رجل، فقال: أقبلنا حجَّاجاً حتى إذا كنا في الصفاح توفي صاحب لنا، فحفرنا له، فإذا أسود سالخ قد أخذ اللحد، فحفرنا له قبراً آخر وآخر، فإذا أسود سالخ قد أخذ اللحد، فتركناه، وأتيتك أسألك ماذا تأمرنا به؟

[قال]: ذاك عمله الذي كان يعمل؛ اذهبوا به فادفنوه في بعضها، فو الله لو حفرتم له الأرض كلها لوجدتم ذلك.

قال: فألقيناه في قبر منها، فلما قضينا سفرنا أتينا امرأته فسألناها عنه، فقالت: كان يبيع الطعام فيأخذ قوت أهله كل يوم، ثم يخلط فيه مثله من قصب الشعير، ثم يبيعه (٢)؛ فعذب بذلك.

[٤٢ - ومنها: الخديعة والمكر.]

ولعل الفرق بينهما وبين الغش: أن الغش إيصال الضرر من فعل الغاش على وجه الإخفاء، وإظهار خلاف ما هو فيه من الضرر، أو تغطية الضرر بما ظاهره نفع.

والمكر والخديعة: تزيين الشيء للممكور به والمخدوع ليقع في الضرر، أو لينتفع الماكر أو الخادع بمأمنه، وإن استضر هو في نفسه.


(١) رواه بهذا اللفظ أبو داود (٣٤٥٢)، وابن ماجه (٢٢٢٤) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٢) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٥٣١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>