للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَبُوْ بَكْرٍ وَعُمَرُ - رضي الله عنهما -" (١).

أي: وأمثالهما؛ فإن أكثر المفسرين ذهبوا إلى أن المراد: صالحو الأمة كلهم (٢).

وقال جماعة منهم: و (صالح المؤمنين) أصله: (صالحو المؤمنين)، وإنما حذفت الواو في الخط تخفيفًا، كما حذفت في اللفظ لالتقاء الساكنين، ونظير ذلك قوله: {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} [العلق: ١٨] حذفت الواو من (ندعو) خطًّا، كما حذفت منه لفظًا، وهذا القياس ظاهر لا شبهة فيه (٣).

* الفائدة الثالثة: فوز العبد بهذه المرتبة العظيمة التي محلها في القرآن العظيم بين جبريل وبقية الملائكة عليهم السلام بعد الاقتران باسم الله تعالى في هذه الآية بعينها في قوله تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: ٤]، فبالصلاح يلحق العبد بالملائكة الكرام، ويصلح أن يقرن ذكره بالملك العلام.

ولقد جاء تقريب الحياء من الله تعالى، ومن ملائكته بالحياء من الصالحين، وفي ذلك من التنويه بقدر الصالحين ما لا يخفى.

فروى ابن عدي في كتاب "الكامل" عن أبي أمامة رضي الله تعالى


(١) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٠٤٧٧)، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ١٢٧): فيه عبد الرحيم بن زيد العمي، وهو متروك.
(٢) انظر: "تفسير القرطبي" (١٨/ ١٨٩).
(٣) انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية (٥/ ٣٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>