واعلم أنَّ ما ذكرناه من أركان التوبة الثلاثة لا بُد منه في كل توبة من كل ذنب.
ويزاد في التوبة من مظالم العباد ركن رابع، وهو رد المظالم إلى أهلها، أو الاستحلال منهم حتى يسامحوه ويعفو عنه، وذلك كالقتل، والسرقة، والغصب، والرشوة، والربا، وأكل مال اليتيم، والضرب، والشتم، والقذف، والغيبة، والنميمة، والسعاية، وخيانة الرجل في فراشه.
فإن تعذَّر عليه ذلك كان مات صاحب المظلمة ولم يكن له ورثة تستوفي ما له قبل التائب من الحقوق، أو يعفو عنه، أو غاب عنه المطلوب وتعذر عليه الوصول إليه، أو خشي من ذكر المظلمة للمظلوم أن يتعدَّى عليه زائدًا عن حقه في نفس أو مال أو عرض كأن يكون قذف مُتَجَوِّهاً يخشى سطوته، فطريقه أن يستغفر للمظلوم، ويستكثر من الحسنات ليوفي يوم القيامة من حسناته، ويكثر من الاستغفار، والتضرع، والحزن، والأسف على ما صدر منه؛ فعسى أن يكون ذلك كافياً له.
وقد قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: