للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على المجاز؛ لأنه الله تعالى هو المضل حقيقة.

قال الله تعالى: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الرعد: ٣٣].

وقال تعالى: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا} [الكهف: ١٧].

وعكس المعتزلة ذلك فجعلوا إسناد التزيين إلى الله تعالى مجازاً، وإسناده إلى الشيطان حقيقة، وهم محجوجون بالكتاب والسنة.

ومر حديث ابن عدي وغيره عن عمر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بُعِثْتُ دَاعِياً وَمُبَلِّغًا، وَليْسَ لِيْ مِنَ الْهُدَى شَيْءٌ، وَخُلِقَ إِبْلِيْسُ مُزَيِّناً وَلَيْسَ إِلَيْهِ مِنَ الضَّلالِ شَيْءٌ" (١).

[٧ - ومن أخلاق الشيطان لعنه الله تعالى: الرضا بالمعصية، والسخط بالطاعات، والغيظ منها.]

وحكم الرضا بالمعصية حكم تلك المعصية، فالرضا بالكفر كفر، وبالكبيرة كبيرة، وبالصغيرة صغيرة، وبالمكروه مكروه.

وروى عبد الله ابن الإمام أحمد عن عبيد الله بن شميط بن عجلان، عن أبيه رحمه الله تعالى قال: من رضي بالفسق فهو من أهله، ومن رضي أن يعصى الله - عز وجل - لم يرفع له عمل (٢).

قال عبيد الله: وسمعت أبي يقول: رأس مال المؤمن دينه؛ حيثما


(١) تقدم تخريجه.
(٢) ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٣/ ١٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>