للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبحهم الله، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا (١).

[الفرقة الخامسة من الغلاة: المنصورية.]

أصحاب أبي المنصور العجلي، زعم الانتساب إلى محمّد الباقر، فتبرأ منه الباقر وطرده، فلما توفي الباقر رضي الله تعالى عنه قال: انتقلت الإمامة إليَّ، وتظاهر بذلك، فتبعه جماعة بالكوفة.

ولما ادعى الإمامة لنفسه زعم أنّه عرج به إلى السَّماء، ورأى معبوده، ومسح رأسه بيده، وقال: يا بني! انزل فبَلِّغْ عني، ثمّ أهبط إلى الأرض.

وكان يقول لأصحابه: فِيَّ نزل: {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا} [الطور: ٤٤].

وكان يقول: الكف هو الله، والكف هو علي، فهو اتحادي حلولي.

وزعم هو وأصحابه أن الرسالة والرسل لا تنقطع، وأن الجنَّة [رجل] أمروا بموالاته، وهو الإمام، والنار رجل أمروا بمعاداته، وهو خصم الإمام، وتاولوا الفرائض كلها أسماء رجال أمروا بموالاتهم، والمحرمات أسماء رجال أمروا بمعاداتهم.

واستحلوا قتل مخالفيهم، وأخذ أموالهم، ووطء نسائهم.

وقالوا: أول ما خلق الله عيسى بن مريم، وعلي بن أبي طالب (٢).


(١) انظر: "الملل والنحل" للشهرستاني (١/ ١٧٦ - ١٧٧).
(٢) انظر: "الملل والنحل" للشهرستاني (١/ ١٧٨ - ١٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>