للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قلت: إذا كان الكون سبق جبريل إلى ذلك الشيء، فما الحكمة في إرسال جبريل إليه؟

قلت: الحكمة فيه حصول جبريل عليه السلام على ثواب الطاعة، وإظهار عجائب القدرة الإلهية له ليسبح الله تعالى ويمجده، ويعترف له بالقدر.

[١٣٥ - ومنها: استدلال النفوس في طاعة الله، وعدم الاستكبار والاستنكاف عنها]

قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (٢٠٦)} [الأعراف: ٢٠٦].

وقال تعالى: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} [النساء: ١٧٢].

وقال تعالى: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (٢٠)} [الأنبياء: ٢٠].

وروي أن أُويس القَرني رحمه الله تعالى قال: والله لأعبدن الله عبادة الملائكة، وكان ليلة يَقْطَعُها قائماً، وليلة يقطعها ساجداً (١).

وفي ذلك إشارة إلى أن أولياء الله من بني آدم تَرَبَأُ هممُهم إلى التشبه بالملائكة، والاقتداء بهم، والتساوي معهم في الطَّاعات.


(١) ذكره ابن الجوزي في "التبصرة" (١/ ٤٤)، وروى بمعناه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٩/ ٤٤٣)، وقد تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>