للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دنت الريح أظلتهم، فألقت البادية على أهل الحاضرة فقطعتهم، فأهلكوا جميعًا (١).

واعلم أنه قد كان من عاد قبائح يتعين اجتناب التشبه بهم فيها.

[١ - فمنها: الكفر، وعبادة الأوثان، وتقليد الآباء في ذلك.]

وقد تقدم نظائر ذلك في قوم نوح.

٢ - ومنها: الابتداع في الدين أعم من أن يكون كفراً أو دونه.

وقد علمت أن عاداً اتخذوا أصناماً زائدة على ود وأخواته، وقد أشار إلى ذلك مرثد بن سعد منهم، وكان ممن بعثهم عاد إلى مكة ليستسقوا لهم، ولكنه قال لهم: والله لا يستجاب دعاؤكم وتسقون إلا إن أطعتم هوداً -وكان ممن يكتم إيمانه - فقال: [من الوافر]

عَصَتْ عادٌ رَسُوْلَهُم فَأَمْسَوا ... عِطاشاً ما تَبُلُّهُمُ السَّماءُ

يُبَصِّرُنا الرَّسُوْلُ سبيلَ رُشْدٍ ... فَأَبْصَرْنا الْهُدى وَجَلا الْعَماءُ

لَهُمْ صَنَمٌ يُقالُ لَهُ صَمُوْدٌ ... يُقابِلُهُ صَداةُ وَالْهباءُ

وإنَّ إِلَهَ هُوْدٍ هُوْ إِلَهِي ... عَلَى اللهِ التَّوَكُّلُ وَالرَّجاءُ (٢)

وقال الله تعالى حكايته عن قوم هود: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ


(١) رواه أبو الشيخ في "العظمة" (٤/ ١٣٥١).
(٢) انظر: "تاريخ الطبري" (١/ ١٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>