للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن كان فيه بعضهن ففيه بعض النفاق (١).

* تنبِيهاتٌ:

الأَوَّلُ: الكذب لا يختص باللسان.

قال الله تعالى: {وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ} [يوسف: ١٨].

وروى أبو نعيم عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أفلِّي رأس أخي عبد الرحمن، وأنا أُفقِّع أظفاري على غير شيء؛ قال: "مَهْلًا يا عائِشَةُ، أَما عَلِمْتِ أَنَّ هَذا مِنْ كَذِبِ الأَنامِلِ؟ " (٢).

التَّنْبِيهُ الثَّانِي: هذه الأحاديث مما عدَّه بعض العلماء مشكلاً من حيث إن هذه الخصال توجد في المصدق الذي ليس له شك، وقد أجمعوا أن من كان مصدقًا بقلبه ولسانه، وفعل هذه الخصال لا يكون كافرًا، ولا هو منافق يخلد في النار، وقد اجتمع في إخوة يوسف عليهم السلام أكثر هذه الخصال.

والذي قال المحققون والأكثرون -قال النووي وهو الصحيح-: إن المعنى: أن هذه الخصال خصال نفاق، وصاحبها شبيه بالمنافق فيها، متخلق بأخلاق المنافقين؛ فإن النفاق هو إظهار ما يبطن خلافه، وإضمار ما يظهر خلافه، وهذا المعنى موجود في صاحب هذه الخصال، ويكون


(١) رواه الفريابي في "صفة المنافق" (ص: ٥١).
(٢) ورواه الديلمي في "مسند الفردوس" (٦٤٧٤) مختصرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>