للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروى أبو نعيم عن كعب رحمه الله تعالى قال: الرعية تصلح بصلاح الوالي، وتفسد بفساده (١).

* فائِدَةٌ خامِسَةٌ وَعِشرُونَ:

لما لعن الله تعالى علماء السوء استثنى منهم مَنْ راجع الصلاح والإصلاح فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (١٥٩) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: ١٥٩ - ١٦٠].

قال عطاء في قوله: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا} [البقرة: ١٦٠]؛ قال: ذلك كفارة له. رواه عبد بن حميد (٢).

قلت: وإذا راجع العالم دينه، وصلح وأصلح، وبَيَّن ما كتم؛ فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، يساوي العلماء الصالحين فيما لهم؛ فإن الملائكة وسائر الخلق تستغفر لهم كما سيأتي.

فكان تسخيرُ اللهِ تعالى الخلق في الاستغفار للعلماء الصالحين كالمقابل لبعثهم على لعن العلماء بالسوء.

* فائِدَةٌ سادِسَةٌ وَعِشرُونَ:

العلماء الصالحون أدلة الخلق وهداتهم؛ فإذا تاه الدليل وحار الهادي فكيف حال المستدل والمهتدي؟


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٥/ ٣٦٧).
(٢) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (١/ ٣٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>