للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنَّ ملك الدنيا إلى زوال، فلا ينبغي الاغترار به ولا الإعجاب به.

وأنَّه ليس من الفضائل، بل من البلايا والرزايا، وهو إلى حمل الأثقال والوبال أقرب منه إلى تحصيل الفضل والأفضال، وربما آل بصاحبه إلى الوبال.

وقد روى ابن أبي حاتم عن الأسود بن يزيد رحمه الله تعالى قال: قلت لعائشة رضي الله تعالى عنها: ألا تعجبين لرجل من الطلقاء ينازع أصحاب محمَّد - صلى الله عليه وسلم - في الخلافة؟

قالت: وما تعجب من ذلك؛ هو سلطان الله يؤتيه البَر والفاجر، وقد مَلَكَ فرعونُ أهلَ مصرَ أربعمئة سنة (١).

وفيه من الحِكَم أنه لا ينبغي للعاقل أن يغتر بما حصل له من ملك الدنيا, ولا يهتم بما فاته منه، وما فاته منه خير مما حصل له.

وإن شئت فاعتبر حال أبي إسحاق إبراهيم بن أدهم رضي الله تعالى عنه؛ أعرض عن ملك بلخ، فاكتسب الشرف الباقي إلى الأبد (٢).

* فائِدَةٌ رابِعَةٌ:

قال قتادة رحمه الله تعالى: كان مع موسى عليه السلام -يعني: حين سار بقومه إلى بحر القُلْزُم- ستمئة ألف، واتَّبعهم فرعون على ألف


(١) تقدم تخريجه.
(٢) انظر: "طبقات الصوفية" للسلمي (ص: ٣٥)، و"حلية الأولياء" لأبي نعيم (٧/ ٣٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>