إنما سُميَ الصالحون والصديقون أخياراً وخياراً لفعلهم الخير، وإرادتهم إياه، وإيثارهم له على ما سواه.
والخير ضد الشر، وحقيقة الخير ما يحبه العبد ويختاره، ويرضاه ويحمده، أو يحب منه، ويحمد من فعله أو صفته.
والشر ما يكرهه العبد أو يكره منه.
فالخير والشر إما أن يعود أثرهما على المتصف بهما، أو يكون منه لغيره، فطالب الخير لنفسه وموصله إلى غيره من الأخيار لأنه من أهل الخير، وطالب الشر لنفسه أو مريده لغيره أو موصله إليه من الأشرار لأنه من أهل الشر، وأي عبد مات على إحدى المنزلتين فهو من أهلها، إلا أن الناس متفاوتون في الخير والشر على حسب ما قسم لهم وقدر لهم أو عليهم لقوله تعالى:{كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ}[الإسراء: ٢٠]، وقوله {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}[الأنبياء: ٣٥].
وكل إنسان فهو لافي ما قدمه من خير أو شر - قل أو كثر؛ لقوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ