للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروينا عن مسلم بن ميمون العابد - رضي الله عنه - قال: [الوافر]

أَرَىْ الدُّنْيا لِمَنْ هِيَ فِيْ يَدَيْه ... عَذاباً كُلَّما كَثُرَتْ لَدَيْهِ

تُهِيْنُ الْمُكْرِمِيْنَ لَها بِصُغْرٍ ... وَتُكْرِمُ كُلَّ مَنْ هانَتْ عَلَيْه

فَدَعْ مِنْها الفُضُوْلَ تَعِشْ حَمِيْداً ... وَخُذْ ما أَنْتَ مُحْتاجٌ إِلَيْهِ (١)

٥٣ - ومنها: الاكتساب والأكل من كد اليمين وعرق الجبين، والقيام على العيال، وتعاطي الأشغال من غير اعتماد عليها ولا اتكال، بل على الكبير المتعال.

ولا مناقضة بين ذلك وبين التوكل؛ لأنَّ التوكل عبارة عن الثقة بالله والاعتماد عليه والافتقار إليه من غير ملاحظة تأثير للكسب وغيره من سائر الأسباب في شيء أصلاً.

وقد حررت هذه المسألة في كتاب "منبر التوحيد"، وفصلتها تفصيلاً.

قال الله تعالى حكاية عن نوح عليه السلام: {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ (٢٧)} [المؤمنون: ٢٧]. الآية.


(١) انظر: "حلية الأولياء" لأبي نعيم (٨/ ٢٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>