للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ربك، فاذكرني عند ثلاث لا أهلكك فيهن:

اذكرني عندما تغضب؛ فإن وحيي في قلبك، وعيني في عينك، وأجري منك مجرى الدم.

واذكرني حين تلقى الزحف؛ فإني آتي ابن آدم حين يلقى الزحف فأذكره ولده، وزوجته، وأهله حتى يولي.

وإياك أن تجالس امرأة ليست بذات محرم لك؛ فإني رسولها إليك ورسولك إليها (١).

* تَنْبِيْهٌ:

كان سجود الملائكة عليهم السلام لله تعالى، وآدم عليه السلام كان كالقبلة لهم، فعبادتهم لله تعالى لا لآدم، وإبليس فَهِمَ أن العبادة لآدم فلذلك امتنع من السجود رأياً، وكان حقه أن لا يرى ولا يقيس مع وجود النص بالأمر بالسجود.

على أن السجود حق لله تعالى، ولصاحب الحق أن يتبرع به لمن يشاء، فالله تعالى أمر بالسجود لآدم تفضلاً عليه من حيث إنه خليفة، ثم لم يأذن فيه لغير آدم إلا أن يكون ذلك مشروعاً في غير ملتنا، فيكون قد أذن لهم فيه، ثم لم يأذن به في ملتنا، فليس لأحد أن يسجد لأحد، بل ليس لغير الملائكة أن يسجدوا لآدم ولا لغيره من أولاده إلا


(١) رواه ابن أبي الدنيا في "مكائد الشيطان" (ص: ٦٥)، وكذا ابن الجوزي في "تلبيس إبليس" (ص: ٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>