للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* لَطِيفَةٌ:

ذكر ابن قتيبة في "عيون الأخبار": أن مَّما يُتحاجى به: ما شيءٌ إذا قام أقصر منه إذا قعد؛ يريدون الكلب لأن قعوده إقعاء (١).

وقلت في المعنى: [من الهزج]

أَلا قُلْ لِلَّذِي أَضْحَى ... لِنُورِ الْعِلْمِ مُقْتَبِسا

فَما شَيْءٌ يُرى إِنْ قا ... مَ أَقْصَرَ مِنْهُ إِنْ جَلَسا

أو يقال، وهو أفقه: [من الهزج]

أَلا قُلْ لِلَّذِي أَضْحى ... بِرُكْنِ العِلْمِ مُعْتَمِدا

فَما شَيْءٌ يُرى إِنْ قا ... مَ أَقْصَرَ مِنْهُ إِنْ قَعَدا

وقوله في الحديث السابق: "والتفات كالتفات الثعلب"؛ فيه إشارة إلى أن الالتفات المنهي عنه في الصلاة هو ما كان لغير حاجة، بل لمجرد العبث والتلهي كما يلتفت الثعلب، فلو كان الالتفات لحاجة لم يكره؛ لما رواه أبو داود عن سهل بن الحنظلية رضي الله تعالى عنه قال: ثُوِّبَ في الصلاة؛ يعني: صلاة الصبح، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي وهو يلتفت إلى الشعب.

قال أبو داود: كان أرسل فارسًا إلى الشِّعب من الليل يحرس (٢).


(١) انظر: "غريب الحديث" لابن قتيبة (١/ ١٨٢).
(٢) رواه أبو داود (٩١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>